الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045633 توقيع المنتدى :
| موضوع: هل ذقت حلاوة إجابة الدعاء؟ السبت يوليو 23, 2011 4:20 am | |
| هل ذقت حلاوة إجابة الدعاء؟ [size=21]هل ذقت حلاوة إجابة الدعاء؟
إن كنت من المذنبين الذين ظلموا أنفسهم فستنهمر دموعك حتى تغسل قلبك و تجلو رانه، ثم يستنير وجهك إذ علمت أن باب رحمته سبحانه لم يضق بك على كثرة إسرافك على نفسك و إصرارك و عودتك و إخلافك بالرغم من وعدك، ثم تعود لتبكي لأنك أحسست أن الله ما زال يسمع لك و يقبل منك و يحقق آمالك، و تذكر موقف الأعرابي الذي تعلق بأستار الكعبة و هو يدعو" اللهم إن استغفاري مع إصراري للؤم، و ان تركي استغفارك مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إليَّ بالنعم مع غناك عني، و كم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفى، و إذا أوعد عفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين"
تنظر في أعمالك فلا تجد فيها ما يستجلب رحمة الله و إجابة الدعاء فلست بصلاح من دعوا الله بصالح أعمالهم ففرج عنهم الصخرة ببر الوالدين و العفة و الإمساك عن المعصية و الأمانة و حفظ الذمة! لا تجد نفسك أهلا للإجابة لكثرة عصيانك، و لكنه سبحانه أهل المغفرة و القبول و الكرم، و إنما يزداد كرمه للمحتاجين، و يظهر جلال عفوه عن المسيئين، و يحتضنك و أنت لا تستحق الا الإبعاد، و يؤويك و أنت خليق بالطرد، و يعطيك و الواجب حرمانك، و قد فهم هذه الرحمة أحدهم فقال: " و الله ما أحب أن يجعل حسابي إلى والديَّ يوم القيامة لأن الله أرحم بي منهما"
تكاد تذهل في لحظة المحبة و القربى هذه و تسأل نفسك: و من أنا حتى يجيب الله دعائي؟! تنظر في دعاءك المستجاب و حاجتك المقضية و ترى من وراءها رسالة عتاب يذكرك الله فيها بأنه الحنان المنان مجيب دعوة المضطرين السابق إليك بالنعم قبل استحقاقها فلماذا العصيان و لماذا النسيان؟ و لماذا لا تذكره الا في الملمات و الصعاب كعبد الحاجة يأخذها ثم يدير ظهره و لا حمدا و لا شكورا، بينما هو معك و لك سبحانه إن ذكرته و سألته و من غير أن تسأله في كل آن و مكان؟!
خيره إليك نازل يحفظك في كل أحوالك و شَرُّكَ إليه صاعد!
ترتكب الذنب تلو الذنب و تزيحه عن وجهك و كأنه أصغر من ذبابة! و تقترف الكبائر و تظنها أدق من الشعرة، و تأتيه بلا قلب و لا أدب و ترفع يديك الى السماء فيستحي سبحانه أن يردهما خائبتين فيحقق لك مرادك أو يدفع عنك سوءا أو يضاعف لك الأجر و الحسنى الى أن تلقاه.
تأتيه بقراب الأرض معصية و يأتيك سبحانه و تعالى بقرابها مغفرة، لا يسلو ودك و لا يخفر ذمتك و لا يهتك سترك و يظهر للناس منك الأحلى و الأتقى أملا أن تراجع نفسك و تقرن جمال ظاهرك بتقوى في باطنك، و لذا كان من دعاء بشر الحافي أن قال: " اللهم استر و اجعل تحت الستر ما تحب فربما سترت على ما تكره"
فقيرون، مفتقرون، مكلومون ، موجوعون ، مرهقون، أذلاء، خائفون و ليس الا باب الله نلقي عنده أمالنا و آلامنا لا نغادره و لا نرتضي عنه بديلا، نتعلق برحمته و ننشد كما أنشد الشاعر: يارب إن عظمت ذنوبي كثرة ...فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن... فبمن يلوذ ويستجير المجرم أدعوك رب كما أمرت تضرعا ... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم مال ى إليك وسيلة إلا الرجا...وجميل عفوك ثم أني مسلم
نسأله سبحانه و تعالى كل حاجاتنا من أول الفردوس الأعلى الى حبة الملح فقد جاء في الأثر عن سيدنا موسى أنه قال: " يا رب إنه لتعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحي أن أسألك إياها يا رب " فقال الله تعالى: " سلني حتى ملح عجينتك و علف شاتك"
فالحمد لله أنه ربنا ، و الحمد لله أننا عباده ،و الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، و الحمد لله الذي لا يكل من توكل عليه الى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع عنا الحيل، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربنا...الحمد لله رب العالمين
[/size] | |
|