(¯`·._) (كوكب الارض مستقبلنا) (¯`·._)
التغير
المناخي والاحتباس الحراري على سطح كوكب الأرض ليس بهذه البساطة، فهو ليس
مجرد ارتفاع في درجات الحرارة لأن كوكب الأرض عبارةٌ عن كيان واحد أو عن
جسم واحد، كل شيءٍ مرتبطٌ ببعضه وأي مرض يصيب الجسم يتأثر به سائر الكيان.
ولارتفاع درجة الحرارة عوارض عديدة حسب شدة هذا التغيير:
دعونا نختصر الموضوع لتسهيل تلقي المعلومة:
نحن الآن في نقطة تحول لأن ذوبان القطب الجنوبي لا مفر منه ولا يمكن
إيقافه، وعند العام 2050 تقريباً سيختفي الجليد من القطب الجنوبي ولن يبقى
سوى القارة القطبية بدون ثلوج، وسيؤدي هذا الى ارتفاع البحر بنحو متر واحد
(لا تنسوا القطب الشمالي وغرينلاند) وسيؤدي هذا الارتفاع إلى غرق كل المدن
الساحلية حول العالم، وستفقد المدن الساحلية الكبرى مئات الملايين من
الدولارات لحمايتها من الغرق عن طريق الحواجز البحرية.
لكن هذا ليس كل شيء، فنتيجةً لهذا الذوبان واختفاء الجليد من
الأقطاب، سيؤثر ذلك على سرعة دوران الأرض، كما أن ذوبان الجليد في الشمال
سيطلق قنبلة موقوتة وهي غازات تساهم في إرتفاع درجات الحرارة، وهي موجودة
تحت طبقات من الجليد منتظرةً منا أن نحررها ونساهم أكثر في تدمير كوكبنا!!
كما سيؤثر هذا الذوبان في زيادة الأعاصير، وسيكون لارتفاع درجات الحرارة
بدرجة واحدة أثر كبير على الولايات المتحدة الأمريكية الغربية الجنوبية
والوسط الجنوبية حيث أنه سيحولها إلى صحاري، مما سيؤدي إلى نقص في إنتاج
الحبوب للعالم، كما سيؤدي هذا التحول، إلى عواصف رملية في هذه المناطق ما
قد يسبب ردم القرى بالرمال، لتصبح هذه المناطق كما كانت قبل 65000 ألفا عام
تقريباً!!
لنقفز الآن إلى إرتفاع درجة الحرارة بـ 6 درجات أخرى:
هل تعلمون أن انخفاض درجة الحرارة بستة درجات في الماضي تسبب في عصر جليدي؟ فما رأيك لو ارتفعت درجة الحرارة بست درجات؟
غابة الأمازون هي نبض حياة العديد من البلدان والكوكب بصفةٍ عامة، ففي غابة الأمازون ينتج 20% من أكسجين الأرض.
إرتفاع درجاة الحرارة سيتسبب في جفاف نهر الأمازون تماماً أو دفعه إلى
الاحتضار، ففي العام 2003 ضربت موجة حر هذه الغابة، مما تسبب في جفاف النهر
تقريباً و إندلاع الحرائق. يوفر النهر نصف ما تحتاجه الغابة من الماء، أما
النصف الثاني فيتمثل في الأشجار، وعند جفاف هذا النهر ستفقد الغابة
شرياناً أساسيا للحياة، ولن تصمد أمام الحرارة طويلاً وستحترق وستتحول إلى
صحراء جرداء قاحلة!!
وبالتالي ستطلق الغابة كميات ضخمة من الكربون المخزنة في الغابة
(الأشجار، و النباتات) إلى الغلاف الجوي. فتخيل كل هذا التأثير على
العالم!!
كما ستشهد أوروبا إرتفاعاً شديداً في درجات الحرارة لتصبح موجات
الحر شيئاً يومياً وعادياً وخاصةً في الصيف ليصبح الجو كما في بلدان الخليج
العربي، وسوف تطلق مزيداً من الكربون نتيجةً لإحتراق الغابات من الحر.
الهند:
أعلى جبل في العالم، فمنه يأتي العديد من الأنهار ومنها نهر الجانج، وهو
شريان الحياة لعشرات الملايين من البشر، ويأتي هذا النهر من ذوبان الثلوج
في أعلى الجبل (أعلى جبل في العالم) لكن نسب الثلوج بدأت بالتناقص، وهي
تتسارع وبحلول العام 2030 تقريباً، سيختفي الثلج من الجبل!
وبالتالي سوف يجف نهر الجانج وعدد من الأنهار الأخرى، وسيؤدي ذلك إلى
قطع شريان الحياة عن الفلاحة، و موارد المياه و…و…و… و بالتالي التسبب في
مجاعات … وتهديد حياة عشرات الملايين من الناس والتسبب في خسائر فادحة!
لكن هذا ليس كل شيء، فنتيجةً لهذا التغير ستصبح أراضي كندا أكثر الأراضي
خصوبة على وجه الأرض، كما ستتحول صحراء شمال إفريقيا إلى مناطق خصبة وربما
غابية نتيجةً لهذا التغير المناخي والتغير في نسب تساقط الأمطار حول
العالم، فلا شيء يضيع ويشمل ذلك الصحاري العربية كلها (بما فيها صحاري
الشرق الأوسط) كما ستتحول منطقة الوسط الغربي لإفريقيا إلى صحراء!!
نحن في نقطة تحول وبحلول العام 2050 لن يكون العالم أبداً كما نعرفه اليوم!!
هناك دائما المتضرر وهناك دائماً المستفيد من هذا التغيير، رغم أن هذا
التغير قد يكون كارثياً، حيث يحتاج الكوكب والبشر فترةً حتى يستعيد توازنه
الجديد.
لكن ما سبب الاحتباس الحراري؟
أهو بسبب تبذير الانسان و غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه من مصانعه ومحروقاته ؟ أم هو بسبب عوامل أخرى؟
غاز ثاني أكسيد الكربون هو غاز بلا رائحة أو طعم. هذا الغاز يبدو
مسالماً لكنه فعال، فمن جهةٍ أولى هو سبب ارتفاع درجة الحرارة على الكوكب
حسب اعتقاد العلماء وذلك حسب الاحتباس الحراري، لكن في المقابل هذا الغاز
هو سبب الحياة على كوكب الأرض، فكلما زادت كميته في الهواء زاد نمو النبتة،
لكن إذا زاد أكثر من اللازم أصبح مضراً للحياة. هذا الغاز سبب المجاعات
والجفاف ومازال سيفعل أكثر وأكثر!
لكن بعض العلماء الآخرين بدأوا يرجحون أسباباً أخرى وليس فقط هذا الغاز،
فالتغير المناخي حدث عدة مرات قبل أن يبدأ الإنسان في إطلاق الكميات
الهائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون، لذلك فهم يعتقدون أن هناك أسباباً أخرى
لهذا التأثير والتغير أو التحول الخطير، فبينما ألقى البيئيون (الداعين
إلى حماية الطبيعة والمناخ) كل اللوم على الإنسان، رجح بعض العلماء الآخرين
سبب هذه الظاهرة إلى نشاطات الشمس المتغيرة.
لكن لتعلمون أيضاً فإن الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة هو الذي يؤدي
إلى ذوبان الجليد والثلوج على القطبين الشمالي والجنوبي، ويؤثر ذلك على
سرعة دوران الأرض، وقد رجح بعض العلماء أن اليوم سيكون طوله 25 ساعة في
المستقبل القريب (أي في هذا القرن) علماً بأن طول اليوم قبل 11 مليون عام
كان 22 ساعة تقريباً، إذاً فإن سرعة دوران الأرض في تباطؤ مستمر، وكذلك
شهدت الأرض ارتفاعاً متواصلاً في درجات الحرارة على مدى التاريخ وذلك من
دون تدخل الإنسان، لكن الإنسان سرّع هذا السيناريو (أقصد هذه الأحداث) .
إذن غاز ثاني أكسيد الكربون ليس العامل الوحيد لكنه سرع من الاحتباس الحراري.
كما أن الاحتباس الحراري ليست ظاهرةً على كوكب الأرض فقط بل حتى كوكب
المريخ، توأم كوكب الأرض الميت الذي يشهد احتباساً حرارياً كذلك!
حيث ذكرت مجلة “ناشيونال جيوجرافيك” مؤخراً أن العلماء المختصين في
دراسة الكواكب السيارة يعتقدون أن هناك إمكانية أن يحول الانسان المريخ إلى
كوكب مناسب للسكن البشري من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري بعد 1000 سنة.