صدر حديثا كتاب بعنوان "معلمة القواعد الفقهية عند المالكية" من تأليف رشيد المدور وتقديم العلامة محمد الروكي، عن دار الفتح للدراسات والنشر بالأردن.
وهذا الكتاب هو حصيلة مجهود علمي متواصل على امتداد عقدين من الزمن 1990-2010م، عمل فيه المؤلف على تصحيح معلومة خاطئة شاعت بين أغلب الباحثين، بسبب شح في المعلومات، مفادها أن مساهمة علماء المالكية في مجال التصنيف في القواعد الفقهية مساهمة، من جهة، متأخرة، ومن جهة أخرى،محدودة، فأثبت مشاركة المالكية للحنفية في السبق التاريخي، وبرهن على تفوقهم ونبوغهم في هذا المجال، مستدلا على ذلك بعدد مصنفاتهم الذي يزيد عن الثمانين ومئة ومصنف؛ وقد قسم المؤلف تلك المصنفات إلى مصنفات تحمل اسم القواعد الفقهية ومصنفات في الكليات الفقهية ومصنفات في الفروق الفقهية ثم مصنفات في النظائر الفقهية، ورتبها، وعرض موضوعها ومنهاجها؛ ثم استخلص عددا كبيرا من مميزات وخصائص إسهام المالكية في الفنون المختلفة للقواعد الفقهية، وقدم مقاربة ببليومترية لهذا الإنتاج، ثم ختمه بذكر عدد من النتائج والتوصيات
ومما قاله الدكتور الروكي في تقديمه للكتاب: "إنّ من أروع ما تميّز به الفقه الإسلامي: اختزاله في صيَغ جامعات، وتجميع فروعه وجزئياته في قواعد وكليّات، ...، وقد حاز المذهب المالكي في ذلك قصب السبق، حيث جاءت مصنفات فقهائه وأئمته حافلة بالقواعد الجامعة لشتات فروع الفقه ومسائله المتناثرة، كشفت عن براعتهم وضلاعتهم في الفقه المالكي وقواعده وفروعه. وقد قيَّض الله لجمعها وعرضها باحثًا شابا جَلَدًا هو الأستاذ رشيد المدور، الذي قام بجمع مصنفاتها على اختلاف أنواعها، ورتبها ترتيبا جيدا، فجاء عرضه لها مفيدا قَيِّما، تميزت به مطولاتها ومختصراتها، ومنثوراتها ومنظوماتها، كما تميزت به طرائق تناولها للقواعد بأسمائها المختلفة، وعلاقة جزئياتها بها، وتوَّج ذلك بتحلية كل مصنف بذكر مؤلفه ومنهجه في عرض مادته الفقهية، مع ترتيب ذلك ترتيبا دقيقا، ودراسته دراسة علمية جيّدة تَوصّل الباحث من خلالها إلى نتائج علمية قيّمة. وبالجملة، فالكتاب جامع في بابه، نافع لطلابه، ينمّ عن جهد مشكور، وعمل علمي مبرور، لا شكّ أنه سيلبي حاجة القراء، ويسد خلّة الباحثين في مجال القواعد الفقهية في المذهب المالكي". |