هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
[size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=16] أيها الكرام ..!! بعد بيان هذه الأحكام ، التى كان فيها : الحث على القتال فى سبيل الله . والإنفاق فى سبيل الله . وطلب الدخول والامتثال للإسلام كلية .. يسوق المولى عز وجل أمراً كان مشهوراً وعجيباً .. يبين فيه للمتهاونين فى الطاعة ، والبعيدين عنها : أنه لا يغنى حذر من قدر ، وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه . حيث يقول :
هؤلاء قوم من بنى إسرائيل : وقع الطاعون فى بلادهم ، ففروا هاربين منه؛ خوفاً من الموت ، إلى بلاد - كما ظنوا - ليس بها موت . ولكن الله تبارك وتعالى ، الذى يقول للشئ كن فيكون : عاملهم بغير مقصودهم ، فأماتهم . ثم أحياهم - وهو القادر على كل شئ - ليعتبروا ، ويعرفوا أنه لا مفر من قضاء الله . وكان فى إماتتهم هذه ، وإحيائهم ، هذا : دليل على قدرة الله تعالى من جهة، ومن جهة أخرى على البعث والإعادة بعد الموت . والله عز وجل ذو الفضل على الناس فى البدء والمنتهى ..!! ولذا : يجب شكره على كل حال . ولكن أكثر الناس - مع هذا - لا يقومون بشكر الله على ما أنعم عليهم به فى دينهم ودنياهم . ولأن هذا المثل فيه : دعوة للتوكل على الله ، والاعتماد عليه وحده ، والحث على الجهاد فى سبيله وعدم الخوف من الموت .. فقد قال عز شأنه :
وهذا أمر باق إلى يوم القيامة : لهذه الأمة وفيه : تشجيع لها على القتال فى سبيل الله ، إعلاءً لراية هذا الدين ، وإعزازاً لأهله ، ونشراً لهدية . واعلموا أن الله سميع لما يقوله المؤمنون السباقون للجهاد ، وما يقوله المتخاذلون القاعدون عنه المانعون منه ، عليم بما فى ضمائهم جميعاً . وفى ذلك : وعد بالخير لمن بادر إلى الجهاد ، ووعيد بالشر لمن تقاعس عنه ، أو منع منه .
* * *
هذا .. ولأن فى الجهاد .. بذل للنفس والمال ..!! ولأن الجهاد .. يحتاج إلى إنفاق ..!! فكان الحث عليه فى قوله عز وجل :
أي : من ذا الذى ينفق فى سبيل الله نفقة طيبة ، بنفس راضية طيبة . وفى تسمية النفقة هذه قرضاً : تنبيه على أن ذلك لا يضيع عند الله . بل يعود إليه جزاءً طيباً ، وثواباً حسناً . بل أكثر من هذا .. حيث يعود إليه أضعافاً مضاعفة . حيث إن الله عز وجل : هو الذى بيده كل شئ ، وهو الذى يقبض ويبسط ، فلا تبخلوا عليه بما وسع عليكم به . وهذا الجزاء : يكون فى وقت تشتد الحاجة فيه إليه ، وهو يوم القيامة . ويلاحظ جيداً : أن ورود هذه الآيات ، وما قبلها من آيات الحث على القتال والإنفاق فى سبيل الله ، وكذلك الآيات الآتية ..!! ورود كل هذا فى سياق قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة : دليل على أن الإسلام لا يقوم ، ويقوى أهله .. بلا جهاد وبذل مال فى سبيل الله . وغير ذلك : هو الوهم بعينه .
*****
ثم يبين رب العزة - أيها المستمعون والمستمعات الكرام - بعد هذا التشجيع على الجهاد والإنفاق فى سبيل ؛ إعلاءً لكلمته .. يبين : أن الفئة القليلة المؤمنة تتغلب - بنصر الله - على الفئة الكثيرة الكافرة . وأنه كذلك : لابد من الجهاد ، وإلا عم الفساد . استمعوا معنا إلى قوله تبارك وتعالى :
ألم تعلم بقصة هذه الجماعة من بنى إسرائيل ، الذين كانوا بعد موت موسى عليه السلام . حينما قالوا لنبى لهم : عيِّن علينا أميراً قائداً للقتال فى سبيل الله ، نتبعه ، ونعمل برأيه . فماذا قال لهم .. ؟ أجاب قائلا : أنا أتوقع منكم الجبن والخوف والامتناع عن القتال .. إن حدث وفرض عليكم . وهنا : ردوا على نبيهم قائلين .. وما الذى يمنعنا من أن نقاتل إذا جاءنا عدو ، وهجم علينا ، واحتلت منا البلاد، وسبيت منا الأولاد . وكأنهم يقولون لنبيهم : على أية حال جرِّبنا ، والأيام خير شاهد . وقد كان ..!! فلم تمض الأيام أيها المستمعون الكرام ..!! حتى هجم عليهم ، واحتل بلادهم ، وسبى أولادهم ، وأسر أبناء ملوكهم ، قوم من الجبابرة الطغاة . وحقق القدر بهم ما أرادوا . وكتب عليهم القتال . فماذا فعلوا ، فيما طلبوا ..؟ يا ألله ..!! لما تحقق لهم ما طلبوا : أخلفوا بما وعدوا ..!! جبنوا ، وأعرضوا ، وامتنعوا عن القتال ..!! إلا قليلاً منهم ، لم يجبنوا ولم يمتنعوا . وهذه أول النكبات والنكسات من أكثريتهم الظالمة . والله سبحانه وتعالى عليم بالظالمين ، فيجازيهم بما يستحقون .
*****
وهنا .. والقتال قد فرض فعلاً .. سأل نبيهم ربه إرسال ملك يكون أميراً وقائداً للقتال فى سبيل الله . وأجابه الله عز وجل إلى طلبه . وكان هذا الملك القائد .. هو "طالوت"
أي : قال لهم .. إن الله عز وجل أجاب طلبكم ، وحقق سؤلكم ، وبعث لكم طالوت ملكاً كما أردتم . ولذا .. فليس ذلك باجتهاد منى ، بل هو اصطفاء من الله لطالوت . طبعاً .. المتوقع إذاً : أن تستجيب هذه القلة ، التى لم تجبن ، ولم تمتنع عن القتال حينما أصبح فرضاً . ولكن ..!! كانت النكبة والنكسة الثانية . حيث إنهم : اعترضوا على اختيار الله تعالى ، قائلين : كيف يكون له الملك علينا، وهو فقير ، لا مال له يتقوى به على شئون الملك والمملكة ؟ فى الوقت الذى : نحن فيه أولى بهذا الملك منه . ولذا .. فنحن لا نرضى به ملكاً علينا .
* * *
ولأن نبيهم خاف عليهم غضب الله تعالى ، فقد حاول أن يثنيهم عن اعتراضهم هذا ، وأن يقنعهم بما اختار لهم ربهم . حيث : قال لهم : إن الله اختاره عليكم ، وهو أعلم بالصالح لكم منكم ، ولا اعتراض علي حكمه .. أي : فلا تعترضوا على طالوت . ثم ذكر لهم أمرين.. هما أنفع فى المَلِك القائد مما ذكروا من النسب والمال. وهما : السعة فى العلم . والبسطة فى الجسم . حيث ينبغى - كما يقول ابن كثير رحمه الله - أن يكون : ذا علم ، وشكل حسن ، وقوة شديدة فى بدنه ونفسه . وفوق هذا وهذا .. فلا يحق لكم الاعتراض أبداً . حيث إن الله يؤتى ملكه من يشاء ولا معقب لحكمه . كما أنه واسع الفضل والعطاء ، عليم بمن يستحق الملك ممن لا يستحقه.
أي : قال لهم نبيهم - إقناعاً لهم بطالوت - إن علامة بركة ملك طالوت عليكم ، ونجاحه فى قيادتكم : أن يعيد عليكم التابوت الذى كان قد أخذ منكم . إن في حضور هذا الصندوق إليكم : طمأنينة لقلوبكم وسكينة من ربكم وفيه بقية مما ترك آل موسى وهارون أي بعض آثارهم المباركة . كما أن الذى يأتى به ويحمله إليكم ، هم الملائكة . ثم قال لهم نبيهم : إن فى رجوع التابوت إليكم بهذا الشكل : علامة ودليلاً على أن الله جعل طالوت عليكم ملكاً ولكم قائداً . أي : إن كنتم مؤمنين بالله ، اليوم الآخر .. فكفوا عن الجبن والجدال ، واتبعوا طالوت للقتال فى سبيل الله . ويبدو أنهم أطاعوا وانتظموا تحت قيادة طالوت .
أي : فلما خرج طالوت إلى جهاد العدو بجنده : قال لهم إن الله مختبر صدقكم فى الجهاد بنهر . وهذا الاختبار : يكون بالامتناع عن الشرب منه . ولذا : فمن شرب منه ، فهو غير صادق فى جهاده فى سبيل الله ، فليرجع ، ولا يقاتل معنا . ثم رخص لهم فى أن يشرب الواحد منهم بيده من هذا النهر .. غرفة واحدة فقط . فماذا حدث فى هذا الاختبار .. ؟
أي : رسبوا فى هذا الاختبار ؛ حيث شربوا شرباً كاملاً ، إلا قليلاً منهم ، اغترفوا بأيديهم شربة واحدة فقط . روى أنها كفتهم لشربهم وشرب دوابهم . وكانت هذه هى النكبة والنكسة الثلثة من هؤلاء . ورجع من شرب . واستمر مع جالوت من لم يشرب ، ومن اغترف غرفة بيده فقط . فلما ترك طالوت النهر بمن آمنوا ، واستمروا معه : ظهر لهم جالوت وجنوده . فلما رأوهم .. ورأوا كثرة عَدَدِهم ، وقوة عِدَدِهم : استقلوا أنفسهم ، وعلموا ضَعفهم عن لقاء عدوهم ، وقالوا : لا قوة لنا على جالوت وجنوده . وكانت هذه الهزة النفسية ستكون النكبة والنكسة الرابعة .. لولا لطف الله عز وجل بهم . حيث قال الواثقون فى نصر الله ، تشجيعاً للمؤمنين الباقين : لا تخافوا ، بل تشجعوا ، فإن النصر من عند الله ، ليس عن كثرة عَدد ولا عِدد . فإذا توافر الصدق والإخلاص والثبات عند المؤمنين به ، المقاتلين فى سبيله ، الصابرين على نوال مرضاته : ينصرهم على عدوهم ، ويرضى عنهم ، ويرضيهم سبحانه : وهنا .. تقدم الجميع بروح الثقة فى نصر الله .
أي : ولما تواجه الفريقان .. فريق الإيمان بقيادة طالوت ، وهم قلة . وفريق الكفر بقيادة جالوت ، وهم كثرة : لجأت الأقلية المؤمنة إلى ربها ، واستعانت به وسألته قائلة : ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .
نعم .. كانت النتيجة .. هى انتصار الحق على الباطل ، وهزيمة الكفر أمام الإيمان . بل .. أكثر من ذلك : قتل جالوت الكافر الطاغية ، واحد من رعَّيِة "طالوت" وجيشه ،وهو "داود". وداود هذا : أعطاه الله - بعد ذلك - الملك فى بنى إسرائيل ، كما أعطاه النبوة عليه السلام . كما أنعم عليه - بسبب هذا البلاء فى الجهاد - أكثر من ذلك وأكثر ، حيث علمه الله مما يشاء .
* * *
وهكذا .. كان الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل ، أهل الإيمان وأهل الكفر . ولولا أن الله يدفع ببعض المسلمين أذى المشركين : لغلب أهل الطغيان على الأرض ، وأذلوا العباد وخربوا البلاد . ولكن الله ذو فضل على العالمين ؛ حيث لا يرضى ذلك ، ولا يترك الباطل وأهله يغلبون ، فيفسدون . ثم يقول ربنا عز وجل لحبيبه صلى الله عليه وسلم :
هذه الآيات والأخبار والقصص نتلوها عليك وهى صادقة ، وإنك لمن المرسلين من عندنا .. بآياتنا للعالمين . فلا تهتم بما يقوله الكفار عنك .. من أنك لست مرسلاً . [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
*** بقلم فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر
المصدر : موقع هدى الإسلام.
_________________
سلسلة السهل المفيد في تفسير القرآن المجيد [ الربع الرابع ـ من : الحزب الرابع ]
»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى .:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::. جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً »»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق