الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045353 توقيع المنتدى :
| موضوع: موسم الخيرات : ~ الآداب الشرعية في العشر الأُوّل من شـهـر ذي الحجة (2) ~ السبت نوفمبر 05, 2011 10:05 am | |
| موسم الخيرات : ~ الآداب الشرعية في العشر الأُوّل من شـهـر ذي الحجة (2) ~ |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الآداب الشرعية في العشر الأُوّل من شـهـر ذي الحجة
الفصل الثاني : الآداب الشرعية في العشر الأُول من ذي الحجة * الأدب الأول: إحصاء الأشهر الهجرية والعناية بها: -إحصاء الأشهر الهجرية والعناية بها في التأريخ والمستقبل لأنها الأشهر التي ارتضاها الله عزوجل بعباده كما قال تعالى :<إنَ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدّين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم > التوبة 36 . -تفسير <فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم > قال ابن كثير في تفسيره 4/148: "<فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم>" أي في هذه الأشهر المحرمة , لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها, كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف , لقوله تعالى :<ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم > الحج 25, وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام ....."اهـ وقّت الله عزوجل ورسوله أعظم الطاعات والقربات والأعياد والمسرات بإحصاء هذه الأشهر كالصوم والحج والزكاة والعيدين دلالة على شرفها وعظم قدرها كما أن إعراض الأمة عنها تعلما وتأريخا وعناية دلالة استبدالها الأدنى بالذي هو خير فاستبدل الله عزها ذلا وقوتها ضعفا واجتماعها تفرقا عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب " صحيح أبو داود 2419. * الأدب الثاني : الذكر عند رؤية الهلال : -عن طلحة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله " السلسلة الصحيحة 8857. (ويستقبل بذلك القبلة وليس الهلال فلتنتبه أيها اللبيب). *الأدب الثالث: الاستكثار من الأعمال الصالحة ونوافل الطاعات : عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عزوجل من هذه الأيام –يعني أيام العشر- قالوا : يارسول الله , ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأنظر صحيح الترغيب والترهيب 1248. عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مامن عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل : ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء . فقال : فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى مايكاد يقدر عليه " رواه البيهقي وانظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1248. -قال العلامة ابن باز في التعليق على رياض الصالحين 3/313: "فهذا يدل على فضل هذه الأيام وأنها أيام عظيمة ,يشرع للمؤمن الإكثار فيها من أعمال الخير من صدقات وصوم وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وعيادة مريض وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر إلى غير ذلك من وجوه الخير "اهـ. قاعدة: إذا كان المؤمن مشروعا له الإكثار من الأعمال الصالحات فحري به أن يتخير من شعب الإيمان ماهو أنفع لقلبه وأطوع لنفسه وأرضى لربه "أنظر مدارج السالكين لابن القيم ,فصل أهل مقام إياك نعبد فهي أفضل العبادة. * الأدب الرابع :أولا : صيام الأيام التسعة من ذي الحجة بما فيها عرفة والإفطار يوم النحر: صوم تسع ذي الحجة عموما: عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر . (وفي رواية :وخميسين) رواه أبوداود والنسائي وأنظر صحيح سنن أبي داود 2129. إشكال وجوابه :عن عائشة قالت : "مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط " أخرجه مسلم. 1- قال النووي في شرح مسلم 1/212: "قال العلماء هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة قالوا وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة ... فيتأول قولها : لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر". اهـ خلاصة الجواب: عدم العلم لايستلزم العلم بالعدم والمثبت مقدم على المنفي. 2- قال الحافظ في الفتح 2/460 : "ولا يرد على ذلك (أي صيام التسع) مارواه مسلم وغيره عن عائشة قالت: "مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط", لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته كمار واه الإمام مسلم من حديث عائشة أيضا " اهـ . -عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل وهو يحب أن يفعله خشية أن يستن به فيفرض عليهم " رواه مسلم 718 قـــــاعدة: نص العلامة ابن القيم أن محاسبة النفس قبل العمل تقتضي محاسبتها على العمل , وهو فعله أفضل من تركه ".إغاثة اللهفان ص81. فالقاعدة : إذا كان الصوم يضيع واجبا أو مستحبا أو يستجلب مفسدة وضررا فالمشروع تركه والاشتغال بغيره من الصالحات. الدلــــــــيل: عن أنس رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال صلى الله عليه وسلم "ذهب اليوم المفطرون بالأجر ".رواه مسلم وأنظر صحيح الترغيب والترهيب 1061 ثانيا: صوم يوم عرفة لغير الحاج : عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ قال : "يكفر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم 1162. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " فلا يصح .ضعيف الجامع الصغير 6069. لكن السنة النبوية العملية تشهد أن الفطر يوم عرفة للحاج هو الأفضل. قال ابن القيم في الزاد2/73 (وقد كر لفطره بعرفة عدة حكم : منها أنه أقوى على الدعاء ومنها: أن الفطر في السفر أفضل في فرض الصيام فكيف بنفله, قال عبد الله بن أحمد في مسائله : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس من البر الصوم في السفر " متفق عليه فقال إن صام في سفر صوم فريضة أجزأه ولا يعجبني أن يصوم تطوعا ولا فريضة في سفر , وكان شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-يقول : الحكمة فيه أنه عيد لأهل عرفة فلا يستحب صومه لهم , قال والدليل الحديث الذي في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام " قال شيخنا: وإنما يكون يوم عرفة عيدا في حق أهل عرفة لاجتماعهم فيه بخلاف أهل الأمصار فإنهم إنما يجتمعون يوم النحر فكان هو العيد في حقهم ومعلوم : أن كونه عيدا هو لأهل ذلك الجمع لاجتماعهم والله أعلم" اهـ بتصرف . ثالثا: الفطر يوم الأضحى والنهي عن صومه واستحباب الفطر على الأضحية: -النهي عن صومه : عن أبي عبيد مولى ابن زاهر قال : "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون فيه من نُسككم " (نسككم أضحيتكم ) رواه البخاري ومسلم. -الفطر من الأضحية : عن بريدة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايخرج يوم الفطر حتى يأكل وكان لا يأكل يوم النحر حتى يرجع " رواه الترمذي وابن ماجه وأنظر صحيح ابن ماجه 1422. [center]* الأدب الخامس: الإمساك عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد التضحية من أول شهر ذي الحجة حتى يضحي:
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي "رواه مسلم .
-فقه في الحكمة من الإمساك عن أخذ الشعر والأظافر:
-قال العلامة ابن عثيمين في أحكام الأضحية 36/ التلخيص: "والحكمة في هذا أن المضحي لما شارك الحجاج في بعض أعمال النسك والتقرب إلى الله في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه , وهذا حكم خاص بمن يضحي , أما من يٌضحى عنه فلا يتعلق به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "وأراد أحدكم أن يضحي " رواه مسلم ولم يقل أو يُضحى عنه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك..." اهـ.
* الأدب السادس: الاستكثار من ذكر الله عزوجل في أيام العشر والجهر بذلك في مجتمعات المسلمين وعلى كل حال:
1-مشروعية الإكثار من الذكر: قال تعالى <ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام >الحج27
روى البخاري 3/457 تعليقا مجزوما به عن ابن عباس قال : "الـأيام المعلومات : أيام العشر" وصله الحافظ في الفتح 3/457
2-صفة الذكر: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مامن أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " رواه الطبراني في الكبير وغيره وجود المنذري إسناده وأنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1248والإرواء 3/397.
3-مشروعية الجهر بالتكبير في مجتمعات المسلمين :أحب البقاع وشرها:
روى البخاري في صحيحه 1/246 تعليقا بصيغة الجزم : "كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" وصله الحافظ في الفتح 2/458 وانظر الإرواء 651.
4-مشروعية التكبير بتكبير الإمام أو نائبه أو بتكبير أهل الذكر والعلم:
روى البخاري في صحيحه 1/246 تعليقا بصيغة الجزم : "كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" مخرج سابقا.
الأدب السابع : الدعاء والذكر يوم عرفة للحاج خير من الصيام :
عن ابن عمرو ابن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لاشريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " رواه الترمذي وحسنه وأنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1536.
-قال العلامة ابن باز –رحمه الله-في التحقيق والإيضاح : "ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ماتقدم من الأذكار والأدعية وماكان في معناها من الذكر والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويلح في الدعاء ويسأل من خيري الدنيا والآخرة ,... ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتا لربه سبحانه متواضعا له خاضعا منكسرا بين يديه يرجو رحمته ومغفرته ويخاف عذابه ومقته , ويحاسب نفسه ويجدد توبة نصوحا لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير ... فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيرا وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا ..."اهـ.
* الأدب الثامن : صلاة العيد يوم الأضحى والتزام آداب عيدالأضحى : راجع الآداب الشرعية لعيد الأضحى والفطر.
* الأدب التاسع: الأضحية لمن وجد سعة:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" رواه ابن ماجه وحسنه وأنظر صحيح سنن ابن ماجه 2532. يتبع إن شاء الله بالفصل الثالث :مالا يصح من فضائل أيام العشر من ي الحجة ويوم عرفة وهو الأخير إن شاء الله.
|
[/center] | |
|