الاكتظاظ المروري في بيروت يفاقم مخاطر التلوث البيئي

الاكتظاظ المروري في بيروت يفاقم مخاطر التلوث البيئي

أيوب خداج من بيروت لموقع الشرفة
2012-06-21

الاكتظاظ المروري في بيروت يفاقم مخاطر التلوث البيئي 134053711211

يزداد خطر تلوث الهواء في بيروت مع تقدم السنوات بفعل الاكتظاظ السكاني
وارتفاع عدد السيارات في المدينة التي يقطنها ما يقارب 40 في المائة من
سكان لبنان.

وقد أظهرت دراسة بيئية عن تلوث الهواء الناجم عن الازدحام المروري في
بيروت، ارتفاع مستويات التلوث بشكل كبير. وقد تم ألاعلان عن نتائج الدراسة
التي أجراها فريق من الخبراء في الجامعة الأميركية في بيروت، في 25
أيار/مايو الماضي.

وأشارت أستاذة الكيمياء المشرفة على الدراسة، الدكتورة نجاة صليبا، في
حديث للشرفة إلى أن النتائج تبين أن "من يعلق في الازدحام المروري لساعات
لا تتوتر أعصابه فقط بل تتأثر صحته".

وأكدت أن نتائج الدراسة تشير إالى أن تنظيم المرور والتخفيف من الازدحام يسهم بتراجع الأخطار على صحة المواطنين بصورة ملحوظة.

وقالت إن فريقها لاحظ أن "من يمضي يوميا ساعة في الازدحام المروري
يتعرض لمقدار 22 ميكروغرام بالمتر المكعب من الجسيمات الهوائية الدقيقة
الملوثة التي تستقر في الرئتين وتتسبب بمشاكل صحية خطيرة، وهي ضعف المعدل
الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية وتزيد من احتمال وفاة من يتنشقها بنسبة
20 في المائة".

ولفتت الدراسة إلى أن المتاجر والسكان على جانبي الطريق معرضون للتلوث
بنسبة تزيد 20 في المائة عما يتعرض له من هم في وسط الطريق، وأن مستوى
الانبعاث من عوادم السيارات على هذه الطريق هو 10 أضعاف ما هو عليه في
معظم الطرقات الأوروبية والأميركية.

وربطت صليبا سبب المشكلة بالسيارات القديمة السيئة الصيانة وعدد
السيارات الكبير ومستويات الازدحام المروري المرتفعة، داعية المنظمات
الحكومية وغير الحكومية للمساعدة على حل أزمة التلوث الحادة في المدينة.

وتشير إحصاءات وزارة الداخلية اللبنانية للعام 2010 إلى أن عدد
السيارات والمركبات المسجلة في لبنان بلغ حينها مليونا و720 ألف سيارة،
منها 900 ألف في العاصمة اللبنانية بيروت.

حل مشكلة التلوث في بيروت

وقد اقترح المسؤولون والباحثون عدد من الأجراءات العملية للحد من التلوث البيئي الذي تعاني منه العاصمة بيروت.

فقد طرحت صليبا توصيات تتمثل بضرورة امتناع السائقين عن التوقف في
منتصف الطريق أو التوقف المزدوج لتفادي تسبيب ازدحام مروري، التشدد في
اختبار صلاحية المركبات للاستعمال مع فرض غرامات على السيارات القديمة ذات
مستوى الانبعاث المرتفع، وتعزيز وتطوير منشآت النقل العام وتصميم منشآت
جديدة للحد من الاعتماد على السيارات.

من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي في "حزب الخضر اللبناني"، رامي
سرحال، للشرفة إن الدراسة "تعكس حجم المشكل البيئية وخطورتها في لبنان
والحلول التي طرحتها ليست بجديدة، وإنما المعضلة في عدم تطبيقها".

وأشار إلى أن الخطر البيئي يزداد مع تقدم السنوات على الرغم من أن لبنان ملزم بموجب اتفاق كيوتو أن يخفض نسب التلوث.

ولفت سرحال إلى أن "الحلول المطروحة ليست مستحيلة لكنها تحتاج إلى قرار
سياسي وهذا غير متوفر لأن المسؤولين منشغلون بقضايا بعيدة كل البعد عن
البيئة ومخاطرها".

واعتبرت منسقة البرامج في جمعية الثروة الحرجية والتنمية ، كارين
الزغبي، أن "الفوضى في قطاع النقل تعد من أهم المشاكل التي تقف خلف ارتفاع
التلوث، تليها المصانع"، لافتة إلى أن هذه الأخيرة أخذت تتعامل بإيجابية
مع وزارة البيئة بما يتفق مع بروتوكول كيوتو.

ورأت الزغبي أن الحل يبدأ بتطبيق التشريعات التي تنظم النقل بما يراعي
الشروط البيئية مع التوسع في الاعتماد على استخدام المصادر البديلة
للطاقة.

وكانت وزارة البيئة بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة في بيروت قد أطلقا
مشروع "بيروت أكثر اخضرارا" الذي يهدف إلى الاستفادة من المساحات المهملة
في العاصمة وتحويلها إلى حدائق و مساحات خضراء بعد تراجعها بسبب الاكتظاظ السكاني والعمران.

وقال المدير التنفيذي للمشروع، داني كرم، "إن المشروع يسهم في زيادة
المساحات الخضراء وجعل المدينة أقل تلوثا لأن هذه الحدائق تعمل على زيادة
الأوكسجين"، مشيرا إلى أنه حتى الآن تم تحويل 14 مساحة مهملة إلى مساحات
خضراء في بيروت.

» أنواع التلوث البيئي
» بحث التلوث البيئي في الجزائر
» أنواع التلوث البيئي
» ×♥» من أنواع التلوث البيئي في مملكة البحرين !!!.«♥ p3 ×
» التلوث البيئي .. بسبب ناقلات النفط ***وثائقي***