الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1044633 توقيع المنتدى :
| موضوع: السر في مربعات الحياة الخميس أغسطس 09, 2012 10:12 am | |
| |
السر في مربعات الحياة
بقلم / فهد عامر الأحمدي
معظمكم يعرف قصة ملك الهند مع مخترع الشطرنج؛ إذ تقول الأسطورة إنه أصيب بحالة اكتئاب شديد فلم يعد هناك شيء يسليه أو يخرجه من أزمته. وحين سمع أحد الفلاسفة بحالته ابتكر الشطرنج لتسليته فأعجب به الملك وسأله عن المكافأة التي يريدها فطلب (حبة أرز واحدة) توضع على أول مربع ثم تضاعف في المربع الثاني ثم الثالث ثم الرابع حتى تنتهي مربعات الشطرنج كلها!! وفي البداية سخر الملك من طلبه هذا (حبة أرز يا مغفل!؟) إلا أن محاسب القصر أدرك أن موافقة الملك تعني أن أرز الهند كله لن يكفي لتسديد قيمة الشطرنج!! واليوم أيها السادة "كبرت برأسي" وقررت حساب حبات الأرز حين تصل الى آخر مربع في الشطرنج (.. ولتسهيل الأمر عليكم سأقفز عشرة مربعات في كل مرة).. = فحبة الأرز في أول مربع ستتضاعف الى 2ثم 4ثم 8ثم 16ثم 32حتى تصبح 512(في المربع رقم 10)! = وفي المربع (رقم 20) ستصل حبات الأرز الى .524288.= وفي المربع (رقم 30) ستزيد عن النصف مليار حبة (وتحديدا 536.870.912)... = وبعد "تنظيف" الملايين الزائدة (!!) سترتفع النصف مليار حبة الى 256مليارا (في المربع رقم 40) = وفي المربع (رقم 50) سيتضاعف الرقم الى 2621440مليار حبة (والمليار أيها الأخيار يتطلب إضافة تسعة أصفار)!! = وحين نصل الى آخر مربع بالشطرنج (رقم 64) ستصل حبات الأرز الى 21.474.836.480مليار حبة (ولا تنسى وضع تسعة أصفار اضافية أمام هذا الرقم)!! ... وبهذا يمكن القول إن مخترع الشطرنج لم يخترع لعبة تشحذ الذكاء فقط ، بل ولفت انتباهنا الى ما يسمى ب"المتواليات الرياضية".. وهذه المتواليات يمكنها شرح ظواهر "ضخمة" تتراكم "بسرعة" لا يتصورها معظم الناس.. ففي عالم المال مثلا هناك متوالية تجارية مخادعة أرجو تجربتها مع أحد أصدقائك.. اسأله مثلا : لو قدم إليك أحد البنوك عرضا لشراء سيارة (من أفخم طراز) بدفع ريال "واحد" في أول يوم ثم "ريالين" في اليوم الثاني ثم "أربعة" في اليوم الثالث (لمدة شهر واحد فقط) فهل توافق!؟.. في حالة "وافق" سيرفع هذا العرض (غير البريء) قيمة السيارة من "ريال" واحد في أول يوم ، إلى 536.870.912ريالاً بنهاية الثلاثين يوماً!! .. وفي عالم "الأحياء" هناك الميكروبات الدقيقة التي تتضاعف بمتوالية سريعة لدرجة الانتقال من كونها "مجهرية" لا ترى بالعين المجردة الى كتلة مادية يمكن لمسها ورؤيتها مباشرة (مثل عفن الخبز).. أضف لهذا يمكن للمتوالية الرياضية تفسير الكثير من المظاهر الطارئة في أي مجتمع؛ فلو افترضنا مثلا قيام شخص بتأليف كذبة أو شائعة ثم أرسلها بالجوال الى شخصين فقط - أرسلاها بدورهما الى شخصين آخرين خلال ساعة من استلامها.. في هذه الحالة ستتضاعف الشائعة (مرة كل ساعة) حتى تصل الى 16.777.216إنساناً خلال عشرين ساعة فقط (وهو ما يساوي عدد الشعب السعودي قبل شروق اليوم التالي)!! ... والعجيب أكثر أن يكون لهذه المتوالية دور في حياة الناس والأثرياء المعروفين؛ فجميعنا قرأ عن أثرياء وعصاميين بدؤوا تجارتهم (أيام زمان) بعشرة أو عشرين ريالاً.. وهذه الادعاءات تُصدقها المتوالية الرياضية كون التضاعف السنوي للعشرة ريالات يرفعها لأكثر من 160مليون ريال خلال 25عاماً فقط. وأكاد أجزم بأن أصحاب الثروات أنفسهم استغربوا - قبل غيرهم - من ضخامة الأرقام التي وصلوا إليها في بضع سنوات فقط (... والسر في مربعات الحياة)!!
|
| |
|