فيضانات تيمياوين تشرد آلاف السكان والجيش يتدخل
طـــــــــــوفــــــــــــان في أدرار
مفقودون ومئات العائلات مازالت تنتظر المساعدات
تفادت منطقة تيمياوين بأقصى جنوب أدرار ليلة أول أمس، كارثة
حقيقية بعد التدخل السريع لوحدات الجيش وحرس الحدود الذين قاموا بإجلاء
عشرات الأسر من البدو الرحل الذين عزلتهم السيول في شعاب قريبة من البلدة،
فيما أكدت مصادر محلية لـ''الخبر'' أمس فقدان الاتصال مع شقيقين وقريب
لهما من أسرة الترمزي.
أعلن والي أدرار، أمس حالة طوارئ، وأمر بتشكيل خلية أزمة يرأسها رئيس
دائرة زاوية كنتة، عقب الفيضانات التي اجتاحت منطقة تيمياوين ليلة أول
أمس، متسببة في انهيار مئات البيوت الطوبية والعشرات من خيم البدو الرحل،
واللاجئين الماليين المتواجدين بمخيم في المدينة، ولا تزال مئات العائلات
إلى غاية كتابة هذه الأسطر تنتظر المساعدات
وشهدت المنطقة، تساقط أمطار
غزيرة منذ الأربعاء الفارط، متسببة في فيضان وادي ''أقدم'' القادم من
تمنراست، والذي اجتاح معظم أرجاء المدينة، ولحسن الحظ فإن ''الطوفان'' لم
يسجل خسائر بشرية، لكن بالمقابل تسببت السيول القوية الجارفة في تدمير
مئات البيوت الطوبية، وتشريد مئات العائلات.
وحسب تصريحات عديد
المنكوبين الذين اتصلت بهم ''الخبر'' في عين المكان، فإن حجم الكارثة كبير
جدا، وهم بحاجة إلى تدخل الجيش الذي شاركت وحداته منذ الساعات الأولى في
إجلاء المحاصرين، ودخل في حالة تأهب، في انتظار أوامر أخرى، فيما بدأت
وحدات الحماية المدينة وفرق الهلال الأحمر الجزائري في نقل المساعدات
وإسعاف المنكوبين.
من جهته أكد المكلف باللاجئين الماليين المتواجدين
بأدرار، دليمي محمد لـ''الخبر''، أن المخيم لم يتضرر بنسبة كبيرة، غير أن
الطوفان الذي اجتاح المنطقة تسبب في جرف 20 خيمة حسب محدثنا الذي كشف عن
تحويل اللاجئين المتواجدين بتلك الخيم إلى مكان أكثـر أمانا.
وفيما كشف
رئيس بلدية تيمياوين أمس في اتصال بـ''الخبر'' أمس، أن 95 بالمائة من
المواد الغذائية المتواجدة بالمخيم جرفتها المياه، وأكد من جهة أخرى أن
مئات الرؤوس من الإبل ومثلها من المواشي قد هلكت.
ولم يستبعد المسؤول
الأول للبلدية احتمال فيضان الوادي مجددا، مشيرا إلى أن الخطر لا يزال
قائما إلى غاية شهر أكتوبر القادم. وأكد محدثنا أن جميع العائلات التي تم
إجلاؤها نصبت لهم خيم.
كما قال ذات المسؤول إن السلطات المحلية وفرق من
الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري وعناصر الجيش، متواجدون منذ وقوع
الكارثة أيضا بالمخيم الذي يضم أكثـر من 350 لاجئ مالي موزعين على 69
خيمة. ومعلوم أن منطقة تيمياوين تتميز بكونها منطقة يتواجد بها الكثير من
البدو الرحل، ما يجعل حصر الخسائر البشرية والمادية سابق لأوانه إلى غاية
الحصر الكلي للكارثة.
وكانت مصالح الأرصاد الجوية لكل من موريطانيا
ومالي والنيجر، قد حذرت باحتمال وقوع فيضانات مدمرة مع نهاية الأسبوع
الماضي، وبحكم قرب المنطقة من الدول الثلاث، كان يمكن تفادي أو بالأحرى
التقليل من الخسائر، لو أخذت الاحتياطات حسب مصادر محلية من عن المكان.
http://www.elkhabar.com/ar/watan/299887.html