الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045713 توقيع المنتدى :
| موضوع: الاستقامة على دين الله السبت سبتمبر 01, 2012 9:14 am | |
| |
الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدِّين القيِّم، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلّها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلّها، الظاهرة والباطنة. وهي وسط بين الغول والتقصير، وكلاهما منهي عنه شرعًا.
المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة، ولذلك يسأله ربّه في كلّ ركعة من صلاته: ''اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ'' ولمّا كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصّر في فعل المأمور أو اجتناب المحظور، وهذا خروج عن الاستقامة، أرشده الشّرع إلى ما يُعيده لطريق الاستقامة، فقال تعالى مشيرًا إلى ذلك: ''فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ'' الآية، فأشار إلى أنّه لابُدّ من تقصير في الاستقامة المأمور بها، وأنّ ذلك التقصير يُجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''اتّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتْبِعِ السيِّئة الحسنَة تَمْحُهَا''.
قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''سَدِّدوا وقاربوا''، فالسداد: الوصول إلى حقيقة الاستقامة، أو هو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد. وقوله: ''قارِبوا'' أي: اجتهدوا في الوصول إلى السداد، فإن اجتهدتم ولم تصيبوا فلا يفوتكم القرب منه. وممّا يدل على أهمية الاستقامة، أمور عدة، منها: أنّها في حقيقتها تحقيق للعبودية الّتي هي الغاية من خلق الإنس والجن، وبها يحصل للمرء الفوز والفلاح. أنّ الله تعالى قد أمَرَ رسوله صلّى الله عليه وسلّم بتحقيقها، وكذلك كلّ مَن كان معه، فقال: ''فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ'' الآية. وقال أيضًا: ''فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ..'' الآية، وغير ذلك بها. بل قد أمر الله تعالى بها أيضًا أنبياءه، فقال في حق موسى وأخيه عليهما السّلام: ''قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا..'' الآية. وممّا يدل على أهميتها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه يقول له: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ، ثم اسْتَقِمْ''.
ومن أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها: - الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: ''وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..'' الآية. - الاستغفار والتوبة: وقد علّق الله تعالى الفلاح والنجاح بالتوبة، فقال تعالى: ''وَتُوبُوا إلَى اللهِ جميعًا أيُّهَا المؤمنون لعلّكُم تُفلحون''. - محاسبة النفس: قال تعالى: ''يا أيُّها الّذين آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُر نفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقوا اللهَ إنّ الله خبيرٌ بما تعملون''. قال ابن كثير رحمه الله: أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربّكم. - المحافظة على الصّلوات الخمس مع الجماعة: لأنّها صِلَة بين العبد وربّه، وهي من عوامل ترك الفحشاء والمنكر، قال تعالى: ''إنَّ الصّلاةَ تَنْهَى عَن الفحشاء والمنكر'' الآية. - اختيار الصحبة الصّالحة: لأنّ الجليس الصالح يُعين صاحبه على الطاعة وعلى طلب العلم، وينهيه على أخطائه، أمّا الجليس السَيِّء فعكس ذلك، قال تعالى: ''الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ''. - حفظ الجوارح عن المحرّمات: وأهمها: اللِّسان فيحفظه عن شكرا والغيبة والنّميمة وغيرها، ويحفَظ بصره عن المحرّمات، وليكن نصب عينيه قوله تعالى: ''وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهْ عِلْمٌ إِنَّ السّمع والبصر والفُؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً''. وقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُل خيرًا أو لِيَصْمُت''.
المصدر
|
| |
|
bchaima عضو جديد
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 11 العمر : 27 تاريخ التسجيل : 03/09/2012 السٌّمعَة : 1 نقاط : 89820 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: الاستقامة على دين الله الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 3:53 pm | |
| بارك الله فيك على الموضوع . اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحـة لي من كل شر ، اللهم إني أسألك من كل خير سألك منه نبيك محمد . وأعود بك من كل شر استعاذ منه نبيك محمد . إلهي قصرت في اتباع نبيك بغلبة الهوى على قلبي وأسرفت في مسامحة النفس ، فتكاثفت حجبي ، وأخلدت إلى التفريط ، فواأسفي من بعدك ياربي، وها أنا أستجير بك من الهوى فأجرني، وأستحفظك فيما ينفعني، فاحفظني، واستوهبك مما يقرب منك فوفقني، وأعوذ بك مما يصرفني عنك فأعذني ، إلهي اتباع السنة سببي إلى قربك، والاقتفاء لآثار الشرع وسيلتي إلى حبك ، ومواصلة ذكر المصطفى داعية إلى رضاك عني ، فاجعل حظي في متابعة سنة نبيك موفورا ، وسعيي باقتفاء آثاره مشكورا ، ودؤوبي على ذكره سببا إلى حبه وما انطوت عليه ضلوعي من حبه، وسيلة إلى قربه، إلهي أملي خرق حجاب غفلتي عنك بمواصلة طاعتك ، وعملي وقف على هبوب نواسم إرشادك وهدايتك ، واجلي قد دنا ، وأخشى نفاذه قبل الظفر بعنايتك وسعادتك، فالبسني أثواب الاستقامة، وارفع عن قلبي حجاب الكسل والسآمة، وبارك لي فيما بقي من عمري لأنال الفوز بالكرامة ، واحملني على العدل فيما أتوجه إليك به من صالح عملي ، ووفقني للإقبال على الذكر قبل حلول أجلي ، حتى أكون من أهل الجد والحزم في أمرك، والأداء للأمانة بالعكوف على ذكرك، إلهي بسطت لك يدي بسط المتضرع الراغب، وناديتك نداء المفتقر الطالب، ووقفت ببابك وقوف المستجير الهارب ، وأنت السامع الأصوات، والمأمول لقضاء الحاجات ، والهادي إلى الأعمال الصالحات ، وأجزل حظي منك بهداية أنال منها رحمتك ، واجعل لي من طاعتك سبيلا إلى رضاك ، وهيئ لي من عبادتك سببا إلى هداك، إلهي أصلح شأني وسدد لساني، واحفظ من الزيغ جناني ، وقو على طاعتك عزمـــي، وثبت فيما يرضيك قدمي، واحرسني من نزغات الشيطان، وهفوات اللسان، وخواطر الجنان، وارتكاب العدوان، ومقارفة الخذلان، والميل إلى الخسران، واحملني على المنهاج المستقيم ، واهدني إلى السبيل القويم ، وخلصني من مكائد الرجيم ، يارب العالمين
| |
|