كهوف غامضة تخترق سطح المريخ
توصّل فريق مكوّن من 16 طالباًئبقسم العلوم بكلية
«إيفرجرين ميدل» في ولاية كاليفورنيا الأميركية، من اكتشاف كهف سري غامض
على كوكب المريخ، وذلك ضمن الدراسة التي أجروها لتحليل صور التقطت بواسطة
سفينة فضاء تابعة لوكالة ناسا.
نتائج التحليلات التي توصل إليها
طلبة الصف السابع بالكلية جاءت متشابهة مع الدراسة التي أجراها عالم
المساحة الجيولوجية الأميركي «غلين جوشينغ» في عام 2007، والتي يشير فيها
إلى وجود فتحات على سطح كوكب المريخ يرجح بأن تكون كهوفاً.
وتشير
تفسيرات «جوشينغ» إلى أن هذه الكهوف بالأساس هي فوهات براكين، تكونت نتيجة
لنشاط بركاني شهده الكوكب في إحدى العصور الجيولوجية قبل أن يحدث هدوء
لثورة البركان.
وأدت الحمم البركانية إلى حدوث عملية نحت قوية في السطح الصخري للكوكب الأحمر، مخلفة ما يسمى بـ «الأنفاق أو أنابيب الحمم».
ثم
هدأت درجة حرارة الفوهات البركانية وتوارت بسقف سميك من الصخور، إلى أن
بدأت أجزاء منها في السقوط إلى الداخل وكوّنت فتحات. ولم يتمكن
الجيولوجيون من تحديد أنواع المواد أو الصخور الرسوبية التي دفنت داخل هذه
الكهوف على وجه الدقة.
وبحسب تقديرات «جوشينغ»، يصل عرض فتحة الفوهة إلى نحو 520620 قدم، بعمق لا يقل عن 380 قدم.
ولفت
إلى أن وجود كهوفٍ على المريخ سيتيح أفضل ملاذٍ للأشكال المختلفة من
الحياة، لأنها ستوفر الحماية من الإشعاعات الموجودة على سطح الكوكب ومن
عوامل أخرى أيضاً.
ويقول «دينيس ميتشل» المشرف على فريق البحث في
«إيفرجرين ميدل»: «استطاع الباحثون الصغار تطوير مشروع يركز على تحديد أهم
المواقع التي تحوي قنوات الحمم البركانية على كوكب المريخ».
وأشار
«ميتشل» إلى أن الطلبة استعانوا بصورتين للكوكب الأحمر إحداهما رئيسية
والثانية احتياطية توضحان القنوات التي خلفتها الحمم. إلا أن الصورة
الاحتياطية كشفت مفاجأة أخرى مثيرة تتمثل بوجود نقطة سوداء مستديرة، عبارة
عن فتحة تؤدي إلى كهف مدفون تحت سطح الكوكب.
وكانت وكالة ناسا قد
أعلنت العام الماضي اكتشاف سبعة كهوف على كوكب المريخ، قالت إن أسطحها
تتسم بأنها أكثر برودة من السطح المحيط بها في النهار، وأكثر دفئاً أثناء
الليل. وأشارت إلى أن الوضع الحراري للكهوف ليس ثابتاً كتلك الموجودة على
سطح الأرض، التي تحتفظ في الغالب بدرجات حرارة معتدلة ولكنها تتسق مع هذه
الحفر العميقة على الأرض.
وذكر أحد الباحثين أن الكهوف مرتفعة
للغاية لذلك فهي غير صالحة للاستخدام البشري أو لحياة الكائنات الدقيقة
والجراثيم، وحتى إذا وجدت حياة على الكوكب الأحمر فمن المستبعد أن تكون
على هذه الارتفاعات.
يذكر أن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»
تعتزم القيام برحلة في عام 2016 لاستكشاف المزيد من المعلومات عن كوكب
المريخ و فهم مكونات الغلاف الجوى، خاصةً قياس نسبة غاز الميثان.
وأعلنت
«ناسا» أن الهدف الرئيسي من هذه المهمة هو وضع خريطة للغازات في الغلاف
الجوي للمريخ، والتمييز بين التركيزات الكيميائية لكل من هذه الغازات،
خاصةً الميثان الذي تم اكتشافه على سطح الكوكب الأحمر عام 2003، والناجم
عن النشاط البيولوجي.