بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة في الله وأقدم إليكم هذا الموضوع الذي يبين معجزة من معجزات الله وهذه المعجزة تخص كوكب الأرض سبحان الله القادر القاهر .
بعد أن خلق الله آدم عليه السلام وأسجد له الملائكة تركه في الجنة وعند عصيان آدم ربه بسبب الشيطان الرجيم نعوذ بالله من أنزله الله إلى الأرض .إختار الله
الأرض مكانا لعيش بني آدم مع غيره من الكائنات لأهم سبب وهو أنها مناسبة
ومؤهلة للحياة والعيش عليها سبحان خالقها ومن أهم أسباب الحياة عليها
وجود ثلاثة أشياء مهمة للحياة هي الغلاف المائي والغلاف الصخري والغلاف
الجوي وهذا الموضوع يخص الغلاف الجوي سبحان الله .هناك سؤال يطرح نفسه وهو
هل الغلاف الجوي هو غلاف يحيط بالأرض فقط ومنفصل عنها أم هو جزأ لا يتجز
منها مثل الصخر والماء اللذان نجدهما عليها؟
الإجابة على هذا السؤال تكمن في آية من كتاب الله العظيم هذه الآية هي قوله تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام : 11] والإجابة تكون بطرح سؤال آخر يخص اللغة العربية العظيمة وهو لماذا قال الله سبحانه
سيرو في الأرض و لم يقل: قل سيروا على الأرض ؟.. هل نحن نسير على سطح
الأرض أم في باطن الأرض؟ حسب مفهوم الناس جميعا .. فنحن نسير على
الأرض ولكن إستخدم الحرف لضرورة علمية ودلالية حيث أن هناك فرق بين
الضرفية المكانية في إستخدام الحرفين الحرف في والحرف على .فالحرف في يدل
على المضمون أو الباطن أما الحرف على فيدل على السطحية أوالمظهر ولكننا
نجد أن الله قد استخدم كلمة في .. ولم
يستخدم كلمة على .. يقول : سيروا في الأرض ( ففي ) تقتضي الظرفية ..
والمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشي .. ومن هنا فإن التعبير جائز .. ولكن
ليس في القرآن كلمة جائز .. فالتعبير بقدر المعنى تماما بكل دقة .. والحرف
الواحد يغير المعنى وله هدف .. وقد تم تغييره لحكمة لكن ما هي حكمة
استخدام حرف ( في ) بدل من حرف ( على ) .. ؟ عندما تقدم العلم وكشف الله
أسرار الأرض وأسرار الكون .. عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط .. أي
أنها ليست الماء والأرض . .. ولكن الأرض هي بغلافها الجوي .. فالغلاف
الجوي جزء لا يتجزأ من الأرض يدور معها ويلازمها .. ومكمل للحياة عليها أي
أن كلمة الأرض تعني الكرة الأرضية مع غلافها الجوي دون الفصل بينهما..
وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله
في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلمية .. والدليل على ذلك أنك إذا ركبت
الطائرة فإنها ترتفع بك 30 ألف قدم مثلا عن سطح الأرض .. ولكنك تقول أنت
تطير في الأرض .. متى تخرج من الأرض علميا وحقيقة ؟.. تخرج منها عندما
عندما تخرج من الغلاف الجوي لها مادمت أنك في الغلاف الجوي المحيط بالكرة
الأرضية فأنت في الأرض .. وليست خارج الأرض .. فإذا خرجت من الغلاف الجوي
.. فأنت في هذه الحالة خارج الأرض. نعود إلى الآية الكريمة ونقول : لماذا
استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ في ولم
يستخدم لفظ على .. ؟ لأننا في الحقيقة نسير في الأرض بين الغلاف الصخري
والغلاف الجوي .. وليس على الأرض .. وهذه حقيقة علمية لم يكن يدركها
العالم وقت نزول القرآن ... ولكن الله هو الخالق يعرف أسرار كونه و يعلم
أن الإنسان يسير في الأرض على سطحها الذي هو جزء آخر .. وهكذا نجد دقة
الله في صنعه .. ومن هنا تتجلى لنا معجزة القرآن الكريم الذي لم يترك أي
شيئ إلا وسبق إليه ولما لا وهو كلام أحسن الخالقين رب العالمين سبحانه
وتعالى عما يشركون .
اللهم
علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وفقهنا في دينك ووفقنا في
الدنيا والآخرة لا حول ولا قوة إلا بك....آمين يارب العالمين.وآخر دعواي
الحمد لله رب العالمين.