احذروا بدعة ترتيل القرآن أثناء المواعظ والخطب والإستعاذة من الشيطان أثناء ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،،،،،،،،،، أما بعد
فقد
إنتشرت بدعة منكرة بين الخطباء و الوعاظ والقصاصين من أهل هذا الزمان
مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وماكان عليه الصحابة الكرام وهي أن
أحدهم إذا ذكر آية في وعظه يستشهد بها رتلها وتغنى بها كأنه في تلاوة
للقرآن في غير خطبة أو موعظة أو بيان للأحكام بل واستعاذ قبل ترتيله من
الشيطان مستدلا بعمومات قد وقع في مثلها أهل البدع في ضلال الشيطان مثل
قول النبي ليس منا من لم يتغنى بالقرآن وقول الله تعالى وإذا قرأت القرآن
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وكلاهما بدعة منكرة وذلك من عدة أوجه :
الوجه
الأول/ أن قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن إنما هو في
التلاوة ليس في الإستشهاد وفرق بينهما والنص العام كما أشار الشاطبي رحمه
الله يعتبر في أفراده ماعمل به السلف وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم ينقل أنهم رتلوا إذا استشهدوا في خطبهم أو مواعظهم أو مناظراتهم
إلا في أثناء تلاوتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري
لقد أو تيت مزمارا من مزامير آل داود وكان يقرأ القرآن لايستشهد به وكذلك
يقال في لإستعاذة عند ذكر آية إستشهادا لاتلاوة
الوجه الثاني /
مارواه البخاري في صحيحه قال حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا
المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما عن
النبي قال إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده
وعدا علينا إنا كنا فاعلين وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من
أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا
مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم
شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله الحكيم فذكر تلك الآية واستشهد بها ولم يستعذ
من الشيطان الرجيم ولم أحفظ عنه صلى الله عليه وسلم عند الإستشهاد أنه
استعاذ أو رتل أو عن أحد من أصحابه ولو فعل لنقل لأمانةالنقلة ودقتهم في
النقل كما نقل أنه مد سبوح قدوس آخر مرة قالها بعد مرتين بعد قضاء قيام
الليل فهذا يدل على دقة النقلة وحرصهم على النقل
الوجه الثالث /
أنه يلزم من استدل على مشروعية تلك البدعتين بالعموم القول بمشروعية صلاة
الضحى جماعة أخذا من عموم قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين أزكى من
صلاة الرجل ولاقائل بذلك بل أن أحد التفسيرات للعلماء في قول ابن عمر صلاة
الضحى بدعة لأنه رآهم يصلونها جماعة فلا يستدل بالعموم فيما ترك السلف
العمل به وواظبوا على الترك
الوجه الرابع / قال شيخ الإسلام ابن
تيمية الترك الراتب سنة قلت كتركه مواظبة التأذين للعيدين مع دخول الأذان
ضمن عموم قوله أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة قال كما أن
الفعل الراتب سنة قلت كركعتي الضحى فتركه ترتيل القرآن أثناء الخطب
والإستشهاد ومواظبته هو وأصحابه على ذلك الترك وكذلك الإستعاذة سنة كما أن
الترتيل ومواظبته على أثناء القراءة المجردة سنة أيضا
الوجه
الخامس / أن يقال للمصر على التلاوة على ذلك الوجه أخذا بالعموم هل ترتل
أثاء المناظرة والمناقشة مع العلماء فإذا قال لا فقل لما فإذا قال لأنه لم
يرد فقل الله أكبر رجعت عن قولك وإذا قال غير منا سب فقل المناسبات
العقلية ليست أدلة شرعية والله أعلم
وقد ذكر شيخنا صالح الفوزان خطأ ترتيل القرآن أثناء الخطب والمواعظ لأن ذلك إستشهاد لاتلاوة فرفع الله قدره
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار