الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045673 توقيع المنتدى :
| موضوع: مصر و المغرب التاريخ العظيم - روح العلاقات المصرية المغربية عبرالتاريخ- الأحد سبتمبر 11, 2011 6:37 am | |
| مصر و المغرب التاريخ العظيم - روح العلاقات المصرية المغربية عبرالتاريخ- |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسأعرض لكم ياإخوانى وياأخواتى تاريخ عظيم يوضح أن العلم لايتوقف ولن ينتهى وإن مرت عليه السنون والأعوام وأن التاريخ سيبقى أبد الدهر عبق التاريخ في روح العلاقات المصرية المغربية نشأت العلاقة بين الشعبين المغربي والمصري وترعرعت في أحضان الإسلام الذي جمعهما في وحدة واحدة، وفي أحضان العروبة التي توحد بفضلها القلب واللسان. ولأن يشهد التاريخ بمتانة هذه العلاقات، فكانت نتيجتها العملية تلك الأسفار والرحلات من المغرب الى المشرق وبالعكس، لتولد الصداقة الحميمة. وإذا كانت المسافة بين القاهرة والرباط بعيدة نسبيا، فإن المسافة بين العقل في العاصمتين تتفاعل هنا وهناك.
يقول جمال حمدان في وصفه لموقع مصر والمغرب: «ان مصر تتجه شمالا وتتحد مع الشام، وتتجه جنوبا نحو السودان الشرقي، والمغرب يتجه شمالا ويتحد مع الأندلس كما يتجه جنوبا نحو صحراء شنقيط (موريتانيا) والسودان الغربي، لذلك فان الصلات بينهما قديمة ومتداخلة، يحدثنا المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي في أحدث بحوثه «مكتبة الاسكندرية وصداها في المغرب» عن فترة حكم الملك المغربي يوبا الثاني الذي تزوج الأميرة المصرية كليوبترا سيليني ابنة الامبراطورة الشهيرة كليوبترا، وعن المكتبة الضخمة التي كان يمتلكها الملك المغربي الذي حاول أن يستنسخ منها مكتبة شبيهة بمكتبة الاسكندرية.
وذهب بعض الجغرافيين المغاربة مثل ابن سعيد المغربي (685هـ -1286م) على اعتبار مصر ضمن مجموعة البلاد المغربية، فكان ان خصها بجزء كبير في كتابه «المغرب في حلى المغرب» وقد يؤيده قول ابن عذارى المراكشي إن الخليفة هشام بن عبد الملك قلد عبد الله بن الحبحاب ولاية مصر والمغرب والأندلس. واعتبرت الاسكندرية الحد الفاصل بين المغرب والمشرق وعرفت باسم باب المغرب لكونها معبرا للمغاربة القادمين أو العائدين بقصد الحج أو العلم أو التجارة أو الزيارة، ما طبع الاسكندرية طابع مغربي مازلنا نراه في لهجة أهلها، وأضرحة أوليائها، وأسماء أسواقها وأحيائها ومذهب أهلها المالكي... كما حظيت الاسكندرية بمكانة كبيرة في نفوس المغاربة، لدرجة انهم تشبهوا بها في منشآتهم المعمارية، ما حدا بالمؤرخ عبد الواحد المراكشي على اطلاق اسم اسكندرية المغرب على مدينة الرباط لتشابه مبانيها وحصانتها وحسن تقسيمها.
ورحل الى مصر الكثير من الرحالة المغاربة وكتبوا واسهبوا في وصفها منهم ابن جبير البلنسي، وابن رشيد السبتي، والعبدري الحيحي، وابن بطوطة الطنجي، والحسن بن محمد الوزان المعروف باسم «ليون الافريقي» الذي زار مصر في الوقت الذي استولى عليها فيه السلطان سليم العثماني سنة 1517م - 923هـ.
كما رحل اليها فقهاء وعلماء منهم العالم الاندلسي الطرطوشي المتوفى في الاسكندرية العام 520هـ - 1126م . وكذلك الشيخ العارف محمد الشاطبي الذي دفن بالاسكندرية في حي الشاطبي. وزار مصر عدد كبير من العلماء المغاربة منهم شيخ الطريقة الشاذلية أبو الحسن الشاذلي وتلميذه زوج ابنته ابو العباس المرسي (نسبة الى مرسية في شرق الاندلس) والذي خلفه في رياسة الطريقة وتوفي في الاسكندرية العام 656هـ - 1287م.
والعلامة بن خلدون انتقل الى القاهرة وشغل فيها منصب قاضي قضاة المالكية عدة مرات وتأثر بمنهجه المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي.
ولم تكن الجاليات المغربية التي شدت رحالها الى مصر تسكنها بأشخاصها فقط، بل بثقافتها وعلمها وفنها وتجارتها، بل كانوا يشاركون في الدفاع عنها.
ورحب أحمد بن طولون في القرن الثالث الهجري بالمغاربة واسند الى علمائهم مناصب مهمة في مصر، كما فتح لهم أبواب مسجده كمأوى يقيمون فيه ويدرسون، وحدد لهم مرتبات يتعيشون بها. وكان لارتباط الجالية المغربية بجامع ابن طولون هو الذي جعل الفاطميين حينما دخلوا مصر بجيوشهم ان يختاروه لاقامة شعائرهم وذلك قبل بناء الجامع الأزهر. وزادت زياراتهم الى مصر ابتداء من القرن السادس الهجري إذ هاجر عدد من العلماء الراسخين في العلم الى مصر واستقبلهم المصريون بكثير من التقدير والاجلال.
أما تلك الرحلات المهمة التي سجلها المؤرخون للصوفية المغاربة فقد تعددت بشأنها الاسباب التي حملتهم للانتقال للديار المصرية والاقامة بها، منها القول بأن مصر كانت تضم مراكز للاشعاع الحضاري والنشاط الثقافي، ومنها أن مصر اثناء فترة الحج كان يشع بمنازل الحجاج فيها جو من الروحانية، وقيل أيضا أن مدينة الاسكندرية التي كانت تعد رباطا اسلاميا كبيرا من اقام به كان له اجر المجاهد، وأخيرا قيل ان مدينة الاسكندرية والتي ظلت مدينة سنية كانت تلبي حاجات الصوفية المغاربة فتغريهم بالمقام فيها.
وارتفع عدد الصوفية المغاربة الوافدين على مصر بين اواخر القرن السادس واواخر القرن السابع الهجريين، وظهر منهم الشيخ الشاذلي من قبيلة غمارة بسبتة واستقر بالاسكندرية وتوفي وهو في طريقه إلى الحج، والشيخ احمد البدوي الذي ولد بفاس وانتقل الى المشرق متجولا حتى انتهى به المقام في طنطا عاملا بالدعوة إلى الله.
ولم تنقطع اسباب التواصل الثقافي بين البلدين، فكانت هناك أدوات أخرى أدت الى استمراره كالمناقشات والمحاورات العلمية التي أجراها الرحالة المغاربة وقصدوا مجالس مصر العلمية. فضلا عن الكتب التي تم تبادلها بين الطرفين إذ تحمل العلماء أو الرحالة القادمون من المغرب الى مصر مسئولية شراء الكتب العلمية وحملها في طريق العودة، حتى يمكن القول أن قدوم موكب الحجيج المغربي الى مصر كان مناسبة مهمة لانتعاش سوق الكتاب بها.
ولم يقف التبادل الثقافي عند ذلك بل تعداه الى اسهام بعض العلماء المغاربة في حركة التأليف في مصر، ووجدت كتب هؤلاء صداها في المغرب، مثل المقري (الذي ألف غالبية كتبه أو أتمها في مصر مثل كتابه «نفح الطيب» .
وفي القرن التاسع عشر شهدت مصر تحولات مهمة في الجهاز التعليمي الذي استحدثه محمد علي (1805 - 1848) وتوسع فيه من بعده اسماعيل (1863 - 1879) إذ انصب اهتمام الدولة على تجديد التعليم بشكل أدى الى اخفاق التعليم الديني التقليدي الذي كان سائدا من قبل وحلول مؤسسات تعليمية عصرية محله، كما بدأ في المغرب خلال النصف الثاني من قرن الانفتاح نفسه على الحضارة الغربية والأخذ بمقوماتها واستوعب السلاطين المغاربة أهمية هذا التيار الجديد وشجعوه بشتى الوسائل، ما استتبع تغيرا في طبيعة العلاقات الثقافية بين البلدين. وهكذا سارت العلاقات الثقافية بين مصر والمغرب، وهذا التماثل في الموقع والرسالة التاريخية يجعلها ثقافة متميزة بطابع ثابت هو الاصالة المتجددة وآخر دعوانا أن الحمدلله رب االعالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم إحفظ بلادنا من كل سوء وإهدى شبابنا وزدنا علما أمين يارب العالمين
| | |
|