بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 3 )
ومع بعض آيات من سورة الرعد
تتجلى حقيقة التوحيد لله تبارك وتعالى
في الكون والحياة , باعتبارها معرضا لدلالة الصنعة على الصانع
وقد يحتاج الإنسان مايحرك قلبه الغافل ليشعر
بالخوف من الله والطمع في عفوه
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ - 12
وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ
الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ
وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ - 13
هو
الذي يريكم من آياته البرق -وهو النور اللامع من خلال السحاب- فتخافون أن
تنزل عليكم منه الصواعق المحرقة, وتطمعون أن ينزل معه المطر, وبقدرته
سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم ,
وتقدر كمية
البخار التي تحملهـا الرياح من البحار سنويا بمقدار 361.000 كم3 كماً تقدر
كمية بخار الماء الذي يختزنه الغلاف الجوى في أي وقت بمقدار135.000 كم3
سنويا.، أما كمية البخار المخزونة في البحار والمحيطات
فمقدارها1.400.000.000.كم3 ، المصدر موقع الأعجاز العلمي
ويسبِّح
الرعد بحمد الله تسبيحًا يدل على خضوعه لربه, وتنزِّه الملائكة ربها مِن
خوفها من الله, ويرسل الله الصواعق المهلكة فيهلك بها مَن يشاء من خلقه,
والكفار يجادلون في وحدانية الله وقدرته على البعث, وهو شديد الحول والقوة
والبطش بمن عصاه .
لَهُ دَعْوَةُ
الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم
بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ
وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ -
14
لله سبحانه وتعالى وحده دعوة التوحيد (لا إله إلا الله),
فلا يُعبد ولا يُدعى إلا هو, والآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تجيب
دعاء مَن دعاها, وحالهم معها كحال عطشان يمد يده إلى الماء من بعيد; ليصل
إلى فمه فلا يصل إليه,
******
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ – 15
الكون كله يسجد لله, فالإنسان لا يولد ولا يموت إلا وفق قانون الله , والكوكب والنجوم والأقمار تسير في أفلاكها وفقا لقانون الله ,
فعجبا
لإنسان يتمرد على رسالة ربه التي أرسلت لنقذه من الوقوع في فساد الدنيا ,
وتأخذ بيده إلى البر ورقي الأخلاق , وجنة عرضها السموات والأرض في الأخرة
******
قُلْ
مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم
مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ
ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي
الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ
كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ - 16
ونتوجه بالسؤال إلى العالم: مَن خالق السَّموات والأرض ومدبِّرهما؟
الله
هو الخالق المدبر لهما, وأنتم تقرون بذلك, ثم نسأل: أجعلتم غيره معبودين
لكم, وهم لا يَقْدرون على نفع أنفسهم أو ضرها فضلا عن نفعكم أو ضركم,
وتركتم عبادة مالكها؟
هل يستوي عندكم الكافر -وهو كالأعمى- والمؤمن وهو كالبصير؟ أم هل يستوي عندكم الكفر -وهو كالظلمات- والإيمان -وهو كالنور؟
أم أن أولياءهم الذين جعلوهم شركاء لله يخلقون مثل خَلْقه, فتشابه عليهم خَلْق الشركاء بخلق الله,
الله
تعالى خالق كل كائن من العدم, وهو المستحق للعبادة وحده, وهو الواحد
القهار الذي يستحق الألوهية والعبادة , وليس العباد و لا الأصنام والأوثان
التي لا تضرُّ ولا تنفع
أَنزَلَ مِنَ
السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ
زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء
حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ
الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا
يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ
الأَمْثَالَ - 17
ثم ضرب الله سبحانه مثلا للحق والباطل
بماء أنزله من السماء, فجَرَت به أودية الأرض بقدر صغرها وكبرها, فحمل
السيل غثاء طافيًا فوقه لا نفع فيه. وضرب مثلا آخر: هو المعادن يوقِدون
عليها النار لصهرها طلبًا للزينة كما في الذهب والفضة, أو طلبًا لمنافع
ينتفعون بها كما في النحاس, فيخرج منها خبثها مما لا فائدة فيه كالذي كان
مع الماء, بمثل هذا يضرب الله المثل للحق والباطل:
فالباطل كغثاء الماء يتلاشى أو يُرْمى إذ لا فائدة منه, والحق كالماء الصافي, والمعادن النقية تبقى في الأرض للانتفاع بها,
و هذه الأمثال, ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال
******
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ - 28
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ - 29
الذين أمنوا تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن, ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس
الذين صدَّقوا بالله ورسوله, وعملوا الأعمال الصالحات لهم فرح وقرة عين, وحال طيبة, ومرجع حسن إلى جنة الله ورضوانه
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى