بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 2 )
ومع بعض آيات من سورة الرعد
ودلائل التوحيد
لقد جلى القرآن للناس حقيقة الألوهية من خلال آثار
فاعليتها المتجلية في الكون والحياة
وعرض لهم من هذه الآثار في النفس والآفاق
ما يملأ الكينونة البشرية بالإجلال والحب لله تعالى
والخشية والتقوى , والرجاء والثقة , والأنس والقرب, والحذر واليقظة
والشعور الدائم بوجود الله تعالى , بحيث لا يملك القلب المؤمن أن ينسى
أو أن يغفل حيث أن شهادة التوحيد تقتضي ذلك
" أشهد أن لا اله ‘لا الله وأشهد أن محمد رسول الله "
فالشهادة تقوم على اليقين
وهذا ما تدعو إليه آيات القرآن العظيم
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ - 1
اللّهُ
الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ
مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء
رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ - 2
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 3
ومازلنا نأخذ من الأرض ما أمدها الله بها من خيرات وكنوز وطاقات إلى يوم القيامة
فقد هيأها لمعاشكم, وجعل فيها جبالا تُثبِّتُها وأنهارًا لشربكم ومنافعكم, وجعل فيها
من
كل الثمرات صنفين اثنين, فكان منها الأبيض والأسود والحلو والحامض, وجعل
الليل يغطي النهار بظلمته, إن في ذلك كله لَعظات لقوم يتفكرون فيها,
فيتعظون
وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ
مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ
وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى
بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ - 4
وفي
الأرض قطع يجاور بعضها بعضًا, منها ما هو طيِّب يُنبتُ ما ينفع الناس,
ومنها سَبِخة مِلْحة لا تُنبت شيئًا, وفي الأرض الطيبة بساتين من أعناب,
وجعل فيها زروعًا مختلفة ونخيلا مجتمعًا في منبت واحد, وغير مجتمع فيه, كل
ذلك في تربة واحدة, ويشرب من ماء واحد, ولكنه يختلف في الثمار والحجم
والطعم وغير ذلك, فهذا حلو وهذا حامض, وبعضها أفضل من بعض في الأكل, إن في
ذلك لَعلامات لمن كان له قلب يعقل عن الله تعالى أمره ونهيه.
*****
ومن موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تسخير الشمس
إن الشمس مسخرة وتجري لأجل مسمى وتسبح في فلكها بحسبان وهي مصدر الضياء وهي دليل علي مد الظل وهي الي زوال.
والشمس نجم كتلته 400.333 كتلة الأرض. وحجمها أكثر من مليون كحجم الأرض.
فتتكون
من 70% من كتلتها من غاز الايدروجين 282% هليوم. 2% عناصر أخري ودرجة
حرارة سطحها الخارجي 6000 درجة مئوية بينما درجة حرارة مركزها 20 مليون
درجة مئوية وقلبها مفاعل اندماجي تندمج فيه ذرات الايدروجين فتحوله الي
هليوم وتنطلق طاقة من سطحها الخارجي مقدارها 000.580 مليون مليون مليون
حصان.
فسبحان الواحد الأحد
تسخير الأرض
ولو
تأملنا بقية كواكب المجموعة الشمسية نلاحظ أن جوها فاسد وغير صالح للحياة،
فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة غاز الكربون على سطح المريخ 96 % أما على سطح
كوكب الزهرة فتبلغ نسبة هذا الغاز أكثر من 98 % ، وطبعاً عندما نجد نسبة
غاز الكربون منخفضة جداً على سطح الأرض (نسبة 35 بالمئة ألف)، فهذا من
رحمة الله تعالى علينا.
ويؤكد العلماء في بحث أجروه في جامعة شيكاغو أن
غاز الكربون هو بحق نعمة من نعم الخالق فهو يعمل على تنظيم درجة الحرارة
على سطح الأرض، وإن أي تغيير في نسبة هذا الغاز سوف يسبب الكوارث
والأعاصير.
نعمة الأكسجين
لماذا جعل الله نسبة الأكسجين في جو
الأرض بحدود 21 بالمئة؟ ... لأن هذه النسبة هي المناسبة لاستمرار الحياة،
ويقول الباحثون لو كانت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي أقل من 15 بالمئة
فإن النار لن تشتعل، لأن كمية الأكسجين لن تكون كافية لإتمام التفاعل. ولو
كانت كمية الأكسجين أكبر من 25 بالمئة سوف يحترق كل شيء على الأرض من دون
شرارة فقط بسبب حرارة الشمس!
****
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ - 8
الله
تعالى يعلم ما تحمل كلُّ أنثى في بطنها, أذكر هو أم أنثى؟ وشقي هو أم
سعيد؟ ويعلم ما تنقصه الأرحام, فيسقط أو يولد قبل تسعة أشهر, وما يزيد
حمله عليها. وكل شيء مقدَّر عند الله بمقدار من النقصان أو الزيادة لا
يتجاوزه.
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9
سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ - 10
الله عالم بما خفي عن الأبصار, وبما هو مشاهَد, الكبير في ذاته وأسمائه وصفاته, المتعال على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره.
يستوي في علمه تعالى مَن أخفى القول منكم ومَن جهر به, ويستوي عنده مَن استتر بأعماله في ظلمة الليل, ومن جهر بها في وضح النهار.
******
وعن
شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيد
الإستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا
عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك
بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،
من
قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة”
رواه البخاري
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى